Ads Header

.

Pages

30 juin 2013

مجّدوه خلال الثورة وانقلبوا عليه بعدها: الـ «رّاب»... حريّــــــــــة... أم استهتــــــــــار؟

رغم الترحيب بـ «الراب» في أعقاب الثورة فإن هذا الفن قد كان محاصرا قبل الثورة وعلت أصوات التشنج السياسي ضدّه... «الرّاب» هو فن الثورة والاحتجاج على الظلم والتهميش والاحتقار والسياسات اللاإنسانية لكن السياسة في تونس بقيت تؤرجحه بين قبول ورفض في بلد عاش ثورة.
أثارت قضية «ولد الـ 15» منذ أيام تساؤلات حول مدى تهديد الحريات في تونس... فـ «الرّاب» هذا الفن المتمرّد الذي اعتبره البعض مساهما في الثورة قد تحوّل الى «منبوذ» ويحاول «الساسة» تدجينه.
ولئن اعتبر كاتب الدولة للشباب الحكم على «ولد الـ 15» قاسيا فإن الكثير من السياسيين دعوا الى التهذيب والمحاسبة، وهو ما اعتبره جزء كبير من المجتمع المدني ناقوس خطر ضد الحريات في تونس.
أسماء وبطولات
«الجنرال» الذي انتقد بن علي في أغنية وتحوّل الى أحد الشخصيات الاكثر تأثيرا في العالم... و«بسيكو أم» و«بنديرمان» وغيرهما من معنيي الراب في تونس كانوا يصنفون كأبطال تجرّؤوا على انتقاد السلطة وعبروا عن رفضهم لسياسة القمع والدكتاتورية... هؤلاء تنفسوا الصعداء بعد الثورة وبعد أن سمحت لهم وزارة الداخلية بعد سنوات من المنع والمضايقات في ظل النظام السابق.
ويؤكّد مغنّو الراب اليوم أن المضايقات قد عادت وهو ما جعل عددا كبيرا من أبرز الأسماء يجتمعون على أغنية تشتم الجهاز الأمني والحكومة بعد أن تم سجن «ولد الـ 15».
واعتبر بعض الملاحظين أن هذا المؤشر ينذر بتوسّع الهوّة بين الحكومة والشباب، معتبرين ان الحكومة تنظر للطاقات الشبابية بحيطة وحذر وتتعامل من خلال السلطة التنفيذية بمرجعيات دينية وأخلاقية... وهو نوع من الهروب من المسؤوليات من خلال الاتكاء على تعلّة الأخلاق.
ويشير عدد من هؤلاء المغنين الى تلقيهم لتهديدات لابعادهم عن الغناء وانتقاد السياسة والحكومة.
ضغط سياسي
اعتبر الدكتور حبيب تريعة الدكتور في علم الاجتماع وفي علم النفس أن الراب هو طريقة للتعبير على المشاعر والأحاسيس وأن الضغط السياسي ساهم بطريقة أو أخرى في اعطائه قيمة أكبر ليصبح شكلا من أشكال التعبير والحرية.
وقال ان محاولة «ربط» الحكومة لهذا الفن هو نوع من ردّة الفعل السلبية، وإن الشباب يحاولون من خلال «الراب» استعمال كلمات من الواقع وإن كانت جارحةومن المفروض أن تتفهم الحكومات هذه المعاناة في واقع يحمل بين طياته مافيات وتجاذبات وظلم وقهر وجريمة.
وأشار الى أن قضية «ولد الـ 15» قد تكون ردّة فعل على جرح مشاعر الأمن.
وأضاف أن المجتمع الاوروبي والأمريكي حيث توجد التقاليد الديمقراطية أجاد التعامل مع شباب الراب... وفهموا حقيقة ما يجري، لكن حيث يوجد التخلف ونقص في فهم الديمقراطية فإن الضغط السياسي سيكون لكبت أصوات معبرة... وهذا مؤشر خطير بعد الثورة التي جاءت من أجل الكرامة والحرية... وأن الموسيقى هي شكل من اشكال علاج الفرد والمجتمع.
تنفيس
بدوره اعتبر الدكتور عماد الرقيق (د. في علم النفس) أن أسلوب الراب طبيعي، لكن هناك تيارات فكرية جديدة لا تعجبها الموسيقى والفرح، ولئن دعا الى تهذيب وتحسين الكلمات فإنه اعتبر أن هذا الفهم شكل من اشكال التعبير وممارسة الحرية والتنفيس... وقال انه في صورة رفض الفن كوسيلة للتعبير يمكن الانتقال الى الممارسات العنيفة.
وأضاف أن جميع أنواع الموسيقى يتم استعمالها كعلاج... محذرا من الاقصاء وتهميش الشباب... وملاحظا أن الممارسة الديمقراطية في حاجة الى التأني والتروي حتى تنتقل أشكال التعبير الى ألوان أكثر تهذيبا.

فن الغضب المتمرّد ضدّ السلطة

وجد الراب في بلدان عديدة لهدف انتقاد السلطة والسياسة والسياسيين.. والراب هو أحد فروع الغناء وفروع ثقافة الهيب هوب.. وعادة ما تستعمل كلماته للتعبير عن الاستياء والغضب من صعوبات الحياة.
وكان مغنّو الراب من «الشعبيين» ومن أفراد العصابات الذين تم اجبارهم على الانحراف عبر أنحاء العالم. فانتفضوا ضد السياسة والحكومات والعنصرية.
ولم يكن الـ«جنرال» هو الوحيد الذي هاجم رئيسا ونظاما حيث انتقد «ايمينيم» بوش الابن وبيل كلينتون وانتقدت احدى الفرق الفرنسية شيراك.