عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ( سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ , حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ دَعَا , وَدَعَا ثُمَّ قَالَ : أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا فِيهِ شِفَائِي ؟ أَتَانِي رَجُلانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ , فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ : مَا وَجَعُ الرَّجُلِ ؟ قَالَ : مَطْبُوبٌ ؟ قَالَ : وَمَنْ طَبَّهُ ؟ قَالَ : لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ . قَالَ : فِيمَا ذَا ؟ قَالَ : فِي مُشُطٍ وَمُشَاقَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ . قَالَ فَأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ . فَخَرَجَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لِعَائِشَةَ حِينَ رَجَعَ : نَخْلُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ . فَقُلْتُ : اسْتَخْرَجْتَهُ ؟ فَقَالَ : لا , أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ , وَخَشِيتُ أَنْ يُثِيرَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا , ثُمَّ دُفِنَتْ الْبِئْرُ ) رواه البخاري (3268) ومسلم (2189)
دلالات السحر: كثرة النسيان - الاحتلام بالمحرمات
- احمرار العين- رجفة في اصابع الاقدام- ضيق النفس بعد النهوض من النوم
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عالج المريض الذي قد مسه الشيطان، كما أخرجه ابن ماجة في السنن من حديث عثمان بن أبي العاص – رضي الله عنه – قال: ( لما استعملني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على الطائف، جعل يعرض لي شيء في صلاتي، حتى ما أدري ما أصلي، فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ابن أبي العاص؟ قلت نعم يا رسول الله ، قال : ما جاء بك؟ قلت : يا رسول الله، عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي، قال: ( ذاك الشيطان، أُدْنُه – يعني اقترب – فدنوت منه، فجلست على صدور قدمي قال فضرب صدري بيده، وتفل في فمي، وقال: (اخرج عدو الله – ففعل ذلك ثلاث مرات-، ثم قال: ( الحق بعملك ) فقال عثمان لعمري ما أحسبه خالطني بعد
فهذا الحديث الصحيح بين أن الجن قد يمس الإنسان، وأن ذلك بحمد الله مقدور على علاجه وشفائه بإذن الله، وقد أشار الله تعالى إلى إمكان ذلك بقوله: ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) وهذا طرف من الأدلة القاضية بذلك، وأما بسط الكلام في ذلك فله موضع آخر يليق بهوالمقصود أنه إذا ثبت وقوع مسّك بالجن، وقامت القرائن على ذلك، فإن علاجه لا بد أن يكون الرقية الشرعية، وقبلها الاستعانة بالملك الصمد جل جلاله، ومتى ثبت لديك حصول المس، فلا بد من المداومة على الرقية وعدم التشاغل عنها، لأن علاج هذه الأمراض، -بل وعامة الأمراض- يسهل في بدايته سهولة أكثر من أن يمتد زمن المرض، ولذلك فلا بد من أن تحاول الاستمرار على العلاج المشروع، والصبر على العلاج حتى ترى الشفاء – إن شاء الله تعالى – فلا بد من الانتباه إلى أن العلاج أمر، والصبر عليه أمر آخر لا بد لك منهأما السحر فإنه لا بد أن يكون مقصوداً متعمداً، وهذا يقع فيه إعانة من الشيطان للإنسان، فالساحر يستعين بالشيطان ليتم وقوع السحر، والشيطان يلبي رغبة الساحر، لقاء ما يقوم به من عبادة الجن والكفر بالله تعالى، وبهذا يحصل الفرق بين المس والحسر، فإن المس قد يقع محض عدوان من الجن، بينما السحر أمر يقع عن تدبير وقصد من إنسان يريد إيصال الضرر إلى المسحور أو تحقيق رغبة يريدها منه
وأما عن معرفة نوع إصابتك هل هي سحر أم مس، فإننا نود الإشارة أولاً إلى أنه لا بد لك من التثبت من أمرك هل أنت مصاب بذلك أم لا؟ فمتى ثبت ذلك لديك، فإن من الأمور التي تعين على معرفة نوع الإصابة، أن تلاحظ التغير الذي يطرأ عليك، لتفهم المقاصد التي لأجلها أصبت بهذا البلاء، -فمثلاً- إذا صار الرجل فجأة يبغض زوجته، أو الزوجة مثلاً تبغض زوجها ودون سبب واضح، كأن ترى زوجها على غير هيئته أو يراها على غير هيئتها، أو يشم منها رائحة غير موجودة فيها أصلاً، ويستديم الأمر معه على ذلك، فالغالب في هذه الحالة، أن الزوج أو الزوجة قد تم سحرهمابخلاف الأعراض العادية التي تقع للمصاب بالمس، فهذه يصعب القضاء بأنها من المس أو السحر، ومن أمثلة ذلك، ما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عندما سحر، كان يخيل إليه أنه يأتي أهله وهو لا يأتيهم، فمتى وقع ذلك لرجل عاقل سوي، فإن الظاهر أن حاله هو حال المسحور المصاب بهذا البلاءتعريف السحر باختصار شديد السحر هو لون من ألوان استخدام شيطان وتسخيره أو التعاقد معه..ولا يتم ذلك إلا بالكفر البين الذي ليس له توبة..وفيه يكلف الشيطان بأداء مهام شريرة معينة مرتبطة بمكان معين ، أو زمان معين ،أو تجاه حدث معين ،أو شخص معين، أو كان هناك تهيؤ أوتخيل لتنفيذ أمر معين في الإيذاءهذا التعريف السابق يبين لنا أن الحالة إنما هي حالة سحر1- بمكان معين: كأن يشعر الشخص، مثلا ، بضيق واختناق واكتئاب كلما تواجد في مكان معين، ولا يشعر بهذا الشعور في المكان الآخر مثلا خارج منزله إن كان هذا المكان منزله مثلا2- زمان معين: كأن تنتاب الإنسان حالات ضيق شديد أوألما معينا في أوقات محددة صباحا أومساء أوفي الليالي القمرية أو غير ذلك..بمعني أن يرتبط هذا الالم أو الضيق بوقت معين